بعد اجتياز عتبة البداية وصعوبة التأسيس ها نحن اليوم نلتقي في الدورة الثانية من مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي لنستكمل مابدأناه بالأمس وهو منح مدينة الدار البيضاء مهرجانا سينمائيا يليق بها وهي التي يعرفها العالم من خلال فيلم حمل إسمها. مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي هو طموح وإصرار على النجاح ومنافسة شريفة. يضع صوب عينيه خلق فضاء للتلاقي والحوار على أرض المغرب الحبيب بين مختلف مبدعي الفن السابع العرب. بالأمس وجهنا الدعوة لأشقائنا فحضروا، واليوم ازدادت ثقتهم بنا لما لمسوه من حفاوة الإستقبال، مصداقية في التعامل واحترافية في العمل. هذه الثقة يترجمها على أرض الواقع حضور أربعة عشرة دولة عربية إلى جانب المغرب، في احتفالية سينمائية قل نظيرها في مهرجان يخطوا أولى خطواته نحو التواجد جنبا إلى جنب مع مهرجانات عربية عريقة.كان لنا شرف تأسيس أول مهرجان للفيلم العربي بالمغرب، هذا البلد الذي يعرف تنوعا وزخما داع صيته على مستوى تنظيم المهرجانات السينمائية بتنوع تيماتها وتوسعها بجميع ربوعه.يحق لنا أن نفخر بما حققناه ونحن لازلنا في البداية إذ نعرض للجمهور المحب للسينما 59 فيلما بين الطويل والقصير في المسابقتين الرسميتين وبانوراما الأفلام العربية والمغربية. ويزيد من فخرنا إيماننا برسالة الثقافة والفن السابع تحديدا، فجمالية السينما حافلة بالمشاعر والانسجام والتناغم الروحي الذي يستمد حيويته من الزمان والمكان .مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي يحمل في مسعاه العديد من الآمال والطموح لتقريب هذا العالم السحري من الشباب الذي فقد أحلامه البسيطة، واجتاحه العنف من كل الزوايا، ولن يتأتى لنا ذلك إن لم نقم بمجهود تشاركي جبار، كل من موقعه لخلق فضاء للمحبة والتسامح والإخاء، تحت مظلة الإنسانية الكبرى.
رئيسة المهرجان